كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



8- وقوله جل وعز: {وهو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام} (آية 7) فخبر جل وعز ان من قدر على هذا لا يعجزه شيء.
9- ثم قال جل وعز: {وكان عرشه على الماء} (آية 7) قال سعيد بن جبير سألت ابن عباس على أي شيء كان الماء ولم يخلق سماء ولا أرضا فقال على متن الريح.
10- ثم قال جل وعز: {ليبلوكم ايكم أحسن عملا} (آية 7) أي ليختبركم فيظهر منكم ما يجازيكم عليه لأنه إنما يجازي على الفعل وإن كان قد علمه قبل.
11- وقوله عز وجل: {ولئن قلت إنكم مبعوثون من بعد الموت ليقولن الذين كفروا إن هذا إلا سحر مبين} (آية 7) ويقرأ ساحر قال أبو جعفر قال أبو إسحاق والسحر عندهم باطل فكأنهم قالوا إن هذا إلا باطل.
12- وقوله جل وعز: {ولئن أخرنا عنهم العذاب إلى أمة معدودة} (آية 8) قال ابن عباس أي إلى أجل معدود وقال مجاهد أي إلى حين.
13- وقوله جل وعز: {وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون} (آية 8) أي جزاء استهزائهم والمعنى أحاط بهم العذاب.
14- وقوله جل وعز: {ولئن أذقنا الإنسان} (آية 9) أي الكفار منا رحمة أي رزقا.
15- وقوله جل وعز: {إلا الذين صبروا وعملوا الصالحات} (آية 11) استثناء ليس من الأول بمعنى لكن ويجوز أن يكون استثناء من الهاء لأن تقديره إن الإنسان والانسان الجنس.
16- وقوله جل وعز: {أن يقولوا لولا أنزل عليه كنز أو جاء معه ملك} (آية 12) أي كراهة أن يقولوا ثم قال تعالى: {إنما أنت نذير} أي إنما عليك أن تنذرهم وليس عليك أن تأتيهم من الآيات بما اقترحوا.
17- وقوله جل وعز: {قل فأتوا بعشر سور مثله} (آية 13) المعنى كل سورة منها مثل سورة منه وادعوا من استطعتم من دون الله أي ليعينكم.
18- وقوله جل وعز: {من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون} (آية 15) قال الضحاك يعنى المشركين إذا عملوا عملا جوزوا عليه في الدنيا وقال سعيد بن جبير من عمل عملا يريد به غير الله جوزي به في الدنيا وقال مجاهد من عمل عملا ولم يتقبل منه أعطي ثوابه في الدنيا قال أبو جعفر وأحسنها قول الضحاك لقوله بعد ذلك أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار قال مجاهد لا يبخسون لا ينقصون.
19- وقوله جل وعز: {افمن كان على بينة من ربه} (آية 17) قال عكرمة وإبراهيم ومنصور يعني النبي صلى الله عليه وسلم ويتلوه شاهد منه جبريل عليه السلام وقال ابن عباس ومجاهد وإبراهيم شاهد منه أي جبريل صلى الله عليه وسلم وقال الحسن شاهد منه يعني لسانه وقال الضحاك أفمن كان على بينة من ربه محمد صلى الله عليه وسلم ويتلوه شاهد منه أي من الله وهو جبريل عليه السلام وقال أبو جعفر حدثني سعيد بن موسى بقرقيسيا قال نا نخلد بن مالك عن محمد بن سلمة عن خصيف أفمن كان على بينة من ربه قال النبي صلى الله عليه وسلم ويتلوه شاهد منه قال جبريل عليه السلام قال أبو جعفر تكون الهاء في ربه للنبي صلى الله عليه وسلم وفي يتلوه تعود على البينة لأن البينة والبيان واحد وفي منه تعود على اسم الله جل وعز وقول الحسن يحتمل المعنى أي ولسانه يعبر عنه ويميز ويجوز أن تكون الهاء في منه تعود على من وقيل الشاهد القرآن ويتلوه يكون بعده تاليا شاهدا ومن قبله أي ومن قبل الشاهد وقد قيل أفمن كان على بينة من ربه يعني به النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمون واستشهد صاحب هذا القول بقوله أولئك يؤمنون به والمعنى على القول الأول أفمن كان على بينة من ربه كالذي يريد الحياة الدنيا وزينتها.
20- ثم قال جل وعز: {ومن قبله كتاب موسى إماما ورحمة} (آية 17) أي يصدقه وقيل هو معطوف على الشاهد أي ويتلوه كتاب موسى وقال مجاهد في قوله ومن قبله كتاب موسى التوراة.
21- ثم قال جل وعز: {ومن يكفر به من الأحزاب فالنار موعده} (آيه 17) قال قتادة الأحزاب أهل الملل كلهم وقال سعيد بن جبير كنت إذا وجدت الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم صحيحا أصبت مصداقه في كتاب الله فأفكرت في قول النبي صلى الله عليه وسلم ليس يسمع بي أحد فلا يؤمن بي ولا يهودي ولا نصراني إلا دخل النار فطلبت مصداقه في كتاب الله فإذا هو ومن يكفر به من الأحزاب فالنار موعده والأحزاب أهل الأديان كلها لأنهم يتحاربون.
22- وقوله جل وعز: {ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أولئك يعرضون على ربهم ويقول الأشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربهم} (آية 18) قال الضحاك الأشهاد الأنبياء والمرسلون قال الله جل وعز: {فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا} وقال مجاهد الأشهاد الملائكة وقال سفيان سألت الأعمش عن الأشهاد فقال هم الملائكة.
23- وقوله جل وعز: {يضاعف لهم العذاب ما كانوا يستطيعون السمع وما كانوا يبصرون} (آية 20). قال قتادة ما كانوا يستطيعون أن يسمعوا خبرا فينتفعوا به ولا يبصرون خيرا فيأخذوا به وحكى الفراء عن بعض المفسرين أن المعنى يضاعف لهم العذاب بما كانوا يستطيعون السمع ولا يعقلون وذهب إلى أن هذا مثل قولهم جزيته فعله وبفعله ومن أحسن ما قيل فيه وهو معنى قول ابن عباس إن المعنى لا يستطيعون أن يسمعوا الحق سماع منتفع ولا يبصرونه بصر مهتد لاشتغالهم بالكفر الذي كانوا عليه مقيمين وقد روي عنه ما كانوا يستطيعون السمع يعني الآلهة.
24- وقوله جل وعز: {مثل الفريقين كالأعمى والأصم والبصير والسميع} (آية 24) قال الضحاك الأصمى عنه والصم مثل للكافر والبصير والسميع مثل للمؤمن قال أبو جعفر وهذا قول حسن يدل عليه قوله تعالى: {هل يستويان مثلا} فدل هذا على أن هذا لاثنين.
25- وقوله جل وعز: {فقال الملأ الذين كفروا من قومه ما نراك إلا بشرا مثلنا وما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا} (آية 27) الملأ الرؤساء والأراذل الأشرار الذين ليسوا برؤوساء واحدهم أرذل.
26- وقوله جل وعز: {بادي الرأي} (آية 27) ويقرأ بادئ الرأي بالهمز فمعنى المهموز ابتداء الرأي أي إنما اتبعوك ولم يفكروا ولم ينظروا ولو فكروا لم يتبعوك ومعنى الذي ليس بمهموز اتبعوك في ظاهر الرأي وباطنهم على خلاف ذلك يقال بدا يبدو إذا ظهر ويحتمل أن يكون معناه اتبعوك في ظاهر الرأي ولم يفكروا في باطنه وعاقبته فيكون على هذا القول بمعنى المهموز.
27- وقوله جل وعز: {قال يا قوم ارأيتم إن كنت على بينة من ربي} (آية 28) أي على يقين وبيان وهذا جواب لهم لأنهم عابوا من اتبعه فقال أرأيتم إن كنت على بينة من ربي أي فإذا كنت على بينة من ربي فمن اتبعني فهو بصير ومغفور له.
28- ثم قال جل وعز: {وآتاني رحمة من عنده} (آية 28) قال الفراء يعني الرسالة لأنها نعمة ورحمة.
29- ثم قال جل وعز: {فعميت عليكم} (آية 28) أي لم تفهموها يقال عميت عن كذا وعمي علي كذا أي لم أفهمه والمعنى فعميت الرحمة ويقرأ فعميت فقيل هو مثل دخل الخف في رجلي مجاز إلا أن الرحمة هي التي تعمى وصاحبها يعمى وقال ابن جريج وآتاني رحمة من عنده الإسلام والهدى والحكم والنبوة.
30- ثم قال جل وعز: {أنلزمكموها وأنتم لها كارهون} (آية 28) أي أنوجبها إن عليكم وأنتم كارهون لفهمها.
31- ثم قال الله جل وعز: {وما أنا بطارد الذين آمنوا} (آية 29) فدل بهذا على أنهم سألوه أن يطردهم.
32- ثم قال جل وعز: {إنهم ملاقوا ربهم} (آية 29) أي فيجازي من طردهم على ما فعل قال الفراء معنى من ينصرني من يمنعني.
33- ثم قال جل وعز: {ولا أقول للذين تزدري أعينكم} (آية 31) معنى تزدري تستقل وتستخس يقال زريت على الرجل إذا عبته واستخسست إلا فعله وأزريت به إذا قصرت به والمعنى إنكم قلتم إن هؤلاء اتبعوني في ظاهر الرأي وإنما أدعو إلى توحيد الله جل وعز فمن اتبعني قبلته وليس علي ما غاب.
34- وقوله جل وعز: {قالوا يا نوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين} (آية 32) وقرأ ابن عباس فأكثرت جدلنا والجدال والجدل المبالغة في الخصومة وقال مجاهد جادلتنا أي ماريتنا قال الزجاج ومعنى إن كان الله يريد أن يغويكم أي يضلكم ويهلككم وقيل يخيبكم وقال محمد بن جرير يغويكم يهلككم بعذابه حكى عن طي أصبح فلان غاويا أي مريضا واغويته فيه أهلكته ومنه فسوف يلقون غيا.
35- وقوله جل وعز: {أم يقولون افتراه قل إن افتريته فعلي إجرامي} (آية 35) أي إن اختلقته فعلي إثم الاختلاق وأنا برئ مما تجرمون أي من تكذيبكم ومن قرأ أجرامي بفتح الهمزة ذهب إلى جمع جرم.
36- وقوله جل وعز: {وأوحي إلى نوح أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن} (آيه 36) قال الضحاك فدعا عليهم أي لما أخبر بهذا قال إنك إن تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا.
37- ثم قال جل وعز: {فلا تبتئس بما كانوا يفعلون} (آية 36) قال مجاهد وقتادة أي فلا تحزن. قال أبو جعفر وهو عند أهل اللغة حزن مع استكانة.
38- وقوله جل وعز: {ويصنع الفلك وكلما مر عليه ملأ من قومه سخروا منه} (آية 38) يروى أنهم كانوا يمرون به وهو يصنع الفلك فيقولون هذا الذي كان يزعم أنه نبي قد صار نجارا.
39- ثم قال جل وعز: {قال إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون} (آية 38) أي إن تستجهلونا فنحن نستجهلكم كما استجهلتمونا صلى.
40- ثم قال جل وعز: {فسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ويحل عليه عذاب مقيم} (آية 39) أي من يؤول أمره إلى هذا فهو الجاهل.
41- وقوله جل وعز: {حتى إذا جاء أمرنا وفار التنور} (آية 40) روي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال أي وطلع الفجر كأنه يذهب إلى تنوير الصبح قال عبد الله بن عباس التنور وجه الأرض وكانت علامة بين نوح وربه جل وعز: أي إذا رايت الماء قد فار على وجه الأرض فاركب أنت وأصحابك السفينة وقال قتادة التنور أعلى الأرض واشرفها وكان ذلك علامة له وكان مجاهد يذهب إلى أنه تنور الخابز وقال الشعبي جاء الماء من ناحية الكوفة قال أبو جعفر وهذه الأقوال ليست بمتناقضة لأن الله قد خبرنا ان الماء قد جاء من السماء والأرض فقال ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر وفجرنا الأرض عيونا فهذه الأقوال تجتمع في أن ذلك كان علامة.
42- وقوله جل وعز: {قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين} (آية 40) قال مجاهد أي ذكرا وأنثى وقال قتادة أي من كل صنفين والزوج في اللغة واحد معه آخر لا يستغني عنه يقال عندي زوجان من الخفاف وما أشبه ذلك.
43- ثم قال جل وعز: {وأهلك إلا من سبق عليه القول} (آية 40) أي إلا من سبق عليه القول بالهلاك ثم قال جل وعز: {ومن آمن} أي واحمل من آمن.
44- ثم قال جل وعز: {وما ى من معه إلا قليل} (آية 40) يروى عن ابن عباس أنه قال حمل معه ثمانين وقال قتادة ما آمن معه إلا ثمانية خمسة بنين وثلاث نسوة.
45- وقوله جل وعز: {وقال اركبوا فيها بسم الله مجراها ومرساها} (آية 41) أي بالله إجراؤها وارساؤها ومن قرأ مجداها وقال أنه ذهب إلى ان المعنى جريها ورسوها أي ثباتها وروي عن أبي رجاء العطاردي أنه قرأ باسم الله مجريها ومرسيها على النعت.
46- وقوله جل وعز: {ونادى نوح ابنه وكان في معزل} (آية 42) قال عبد الله بن عباس ما بغت امرأة نبي قط وكان ابنه وقال سعيد بن جبير هو ابنه لأن الله عز وجل خبرنا بذلك وقال عكرمة إن شئتم حلفت لكم أنه ابنه وقال الضحاك هو ابنه قال الله جل وعز: {ونادى نوح ابنه} وقال مجاهد ليس هو ابنه ويبين ذلك قول الله تبارك وتعالى فلا تسألني ما ليس لك به علم قال الحسن لم يكن ابنه وإنما ولد على فراشه فنسب إليه والقول الأول ابين وأصح لجلالة من قاله وأن قوله إنه ليس من أهلك ليس مما ينفي عنه انه ابنه وقد قال الضحاك معناه ليس من أهل دينك ولا من أهل ولايتك وقال سفيان معناه ليس من أهلك الذين وعدتك أن أنجيهم قال أبو جعفر وهذان القولان حسنان في اللغة والأول أولى وروى أبو معاوية عن هشام بن عروة عن أبيه أنه قرأ ونادى نوح ابنه وكان في معزل يريد ابنها ثم حذف الألف ومثل هذا لا يجوز عند أهل العربية علمته ويجوز أن يكون معنى وكان في معزل أي في معزل عن دين أبيه ويكون في معزل عن السفينة وهذا أشبه ومعنى يعصمني يمنعني.
47- وقوله جل وعز: {قال لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم} (آية 43) فيه قولان أحدهما أنه استثناء ليس من الأول والآخر أنه على النسبة فيكون المعنى لا معصوم كما قال من ماء دافق أي مدفوق وذكر محمد بن جرير قولا ثالثا وزعم أنه أولى ما قيل فيه فقال لا مانع اليوم من أمر الله الذي قد نزل بالخلق من الغرق والهلاك إلا من رحم أي إلا الله كما تقول لا منجي اليوم إلا الله فمن في موضع رفع ولا تجعل عاصم بمعنى معصوم ولا إلا بمعنى لكن.
48- ثم قال جل وعز: {وحال بينهما الموج فكان من المغرقين} (آية 43) قال الفراء أي حال بين ابن نوح وبين الجبل الماء فكان من المغرقين.
49- وقوله جل وعز: {وقيل يا ارض ابلعي ماءك} (آية 44) قال قتادة أي ابلعي كل ماء عليك ويا سماء أقلعي أي لا تمطري وهو ثم قال جل وعز: {وغيض الماء} (آية 44) قال مجاهد أي نقص وقال قتادة أي ذهب ثم قال جل وعز: {وقضي الأمر أي قضي الأمر بهلاكهم ثم قال واستوت على الجودي} (آية 44) قال الضحاك هو جبل الموصل.
50- وقوله جل وعز: {إنه عمل غير صالح} (آية 46) في معناه أقوال منها ان المعنى انه ذو عمل غير صالح وقيل إن عمله عمل غير صالح وقال قتادة معناه إن سؤالك إياي ما ليس لك به علم في قوله سآوي إلى جبل يعصمني من الماء عمل غير صالح وهذا عمل غير صالح قال أبو جعفر وهذا أحسن ما قيل فيه لأن عبد الله بن مسعود قرأ إنه عمل غير صالح أن تسألني ما ليس لك به علم.
51- وقوله جل وعز: {قيل يا نوح اهبط بسلام منا وبركات عليك وعلى أمم ممن معك} (آية 48) قال محمد بن كعب قد دخل في هذا كل مؤمن إلى يوم القيامة ودخل في قوله وأمم سنمتعهم كل فاجر إلى يوم القيامة.
وقال الضحاك نحوا من هذا إلا أنه بخلاف هذه الألفاظ وتقديره في العربية على مذهبه على ذرية أمم ممن معك وذرية أمم سنمتعهم ثم حذف كما قال واسأل القرية.
52- ثم قال جل وعز: {تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تلمها أنت ولا قومك من قبل هذا} (آية 49) أي ما أوحيناه إليك من خبر نوح لم تكن تعلمه أنت ولا قومك لأنهم ليسوا أهل كتاب.
53- وقوله جل وعز: {يا قوم لا أسألكم عليه أجرا إن أجري إلا على الذي فطرني} (آية 51) قال مجاهد أي خلقني.
54- وقوله جل وعز: {ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدرارا} (آية 52) يروى أنهم كانوا اصحاب زروع وعمارة وكانوا يسكنون رمالا بين الشام واليمن فبعثت عليهم الريح فكانت تدخل في أنوفهم وتخرج من أدبارهم فتقطعهم ومدرارا على التكثير أي يتبع بعضها بعضا.
55- ثم قال جل وعز: {ويزدكم قوة إلى قوتكم} (آية 52) قال مجاهد أي شدة إلى شدتكم وقال غيره كانوا قد أقاموا ثلاث سنين لا يولد لهم.
56- وقوله جل وعز: {إن نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوء} (آية 54) قال مجاهد اصابتك بسوء أي بجنون بسبك إياها ويقال عراه واعتراه واعتره إذا ألم به ومنه وأطعموا القانع والمعتر وقال الشاعر:
أتيتك عاريا خلقا ثيابي ** على خوف تظن بي الظنون

المعنى ما نقول إلا اصابك بعض آلهتنا بجنون لسبك إياها.
57- وقوله عز وجل: {قال إني أشهد الله واشهدوا أني برئ مما تشركون من دونه فكيدوني جميعا ثم لا تنظرون} (آية 55) وهذا من علامات النبوة أن يكون الرسول وحده يقول لقومه فكيدوني جميعا وكذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم لقريش وقال نوح صلى الله عليه وسلم فأجمعوا أمركم وشركاءكم ثم لا يكن أمركم عليكم غمة 58- ثم قال جل وعز: {إني توكلت على الله ربي وربكم ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها} (آية 56) أي هي في قبضته وتنالها قدرته.